يستعرض هذا التقرير دور المعرفة التقليدية في دعم إدارة المياه بشكل مستدام وتعزيز القدرة على التكيف مع تغيّر المناخ، من خلال ثلاث دراسات حالة: الفلج في عُمان، الأسيكيا في جنوب غرب الولايات المتحدة، والكوچاس في بيرو. توضح كل من هذه الأنظمة ممارسات تعود لقرون، ولا تزال ذات صلة في مواجهة التحديات البيئية، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة.

يُعد الفلج في عُمان شبكة من القنوات تحت الأرض لتوزيع المياه الجوفية. ورغم كفاءتها البيئية، تواجه الفلج تهديدات من التمدّن والتلوث وتراجع الاهتمام بها بين الشباب. أصدرت الحكومة العُمانية قانون حماية الفلج عام 2017 للمحافظة على هذه الأنظمة كجزء من التراث الوطني.

أما الأسيكيا فهي أنظمة ريّ مجتمعية تعتمد على الجاذبية، نُقلت إلى الأمريكتين من قِبل المستعمرين الإسبان. تظل هذه الأنظمة مهمة للزراعة والهوية الثقافية، لكنها تواجه تحديات من تغيّر المناخ، والنزاعات القانونية، والضغوط الحضرية. تدعمها منظمات محلية وقوانين حكومية في نيو مكسيكو وكولورادو من خلال التمويل والسياسات المناسبة.

وفي بيرو، تُستخدم الكوچاس—وهي خزانات دائرية الشكل—في الزراعة على المرتفعات. وقد أُعيد إحياؤها عبر برنامج التكيف مع تغيّر المناخ (PACC) بالتعاون بين الحكومة البيروفية والوكالة السويسرية للتعاون الإنمائي. أُنشئ أكثر من 190 كوچا، مما عزّز الأمن المائي وسبل المعيشة.

ويختتم التقرير بالتأكيد على أن دمج المعرفة التقليدية مع السياسات الحديثة والعلوم يمكن أن يُعزز التكيف المناخي ويحمي النظم البيئية ويدعم المجتمعات المحلية. تدعو مؤسسة "إرثنا" إلى الاعتراف بالممارسات التقليدية في السياسات، وحماية حقوق الملكية الفكرية لحاملي المعرفة، وتوسيع العمل لتوثيق ممارسات تقليدية أخرى في مجالات المياه والأراضي والغذاء.